الثغور الإسلامية وأثرها خلال العصر العباسي الأول ( 132هـ ــ 227هـ | 750 م ــ 842 م )

المقدمة:
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأعظم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه النجباء الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. تُعد دراسة المدينة الإسلامية ذات أهمية في معرفة تاريخها الحضاري ، إذ بحثت فيها العديد من الدراسات العلمية زوايا مختلفة ولكن لم تكتمل هذه بعضها مع بعض كما انها انحسرت الجزئيات منعزلة عن الربط بين والكيان الكلي للمدينة فأدى ذلك القصور وإلى غموض الصورة الحقيقية الإسلامية. الجدير بالذكر أن لها أسس واضحة يجب اعتبارها عند تناول أي جانب جوانبها وتشكل الأسس الاطار العام والمحاور الواضحة التي تميز غيرها المدن. فقد تميزت الحضارة بأنها وجدت التشريع الإسلامي المفصل لنواحي الحياة دستوراً متكاملا سارت عليه المجتمع فالإسلام دين مدني وقد ساعد سرعة ازدهار بصورة منقطعة النظير ولا سيما التشريعات سدت النقص الذي أعترى الفكر الإنساني مراحله القديمة واعطت قواعد صالحة لكل زمان ومكان سعى فكر الانسان مراحل تاريخه رؤيته الفكرية النظرية. فضلا ما يميز به خصائص حضارية عامة تتسم بالصفة باعتبار الإسلام منهج حياة ويُعد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مصدري لجميع الحقب الزمنية تاريخ الدولة العربية واجتهد الفقهاء تفسير ورد فيهما أحكام طورت نفسها تطور مظاهر الحضارية تتجدد اطار التغيير وسارت الاحكام وفق أصول الفقه . بينما كانت للمدن تقع حدود والتي تُعرف بالثغور أثرها الكبير تأمين سلامة المسلمين غارات أعداء لذلك حرص خلفاء الاهتمام بشؤون الثغور وشحنها بالجند المدافعين حياض الأمة والإسلامية. أعتمد البحث المصادر التاريخية منها كتاب فتوح البلدان لمؤلفه أحمد بن يحيى البلاذري المتوفى سنة
 ( 279هـ | 892 م ) وكتاب الأمم والملوك جرير الطبري 310هـ 923 أثار البلاد وأخبار العباد زكريا القزويني 682هـ 1282م الجوهر الثمين سير الملوك والسلاطين إبراهيم دقماق سنة 809هـ 1406م السلوك دول علي المقريزي 845هـ 1432م)، وغيرها مصادر الأخرى